ملكه الحب والغرام Admin
عدد المساهمات : 432 تاريخ التسجيل : 14/05/2011 العمر : 38 الموقع : مملكه الحب والغرام
| موضوع: وجبت على الجنة أن توضع تحت قدمي أمي الأحد مايو 15, 2011 2:50 pm | |
| |
السلام عليكم ورحمة لله تعالى وبركاتــــه
**************************
يحكى أن رجل صالح ترك لزوجته مبلغ من المال
وطفل صغير وأوصاها بحسن رعايته ثم
ذهب للجهاد ووقع في أيدي العدو فأسر, ولم يُقتل.
وطال أسره لعدت سنوات ثم أطلق سراحه ,فرجع
إلي بلاده وقد غير السجن ملامح وجهه
وأكل من شحمه قبل لحمه,فلما وصل إلى مدينته ,
فضل أن يدخل المسجد ليصلي ركعتين
شكرا لله على رجوعه قبل دخول بيته.
فلما دخل الرجل وصلى ما كتب الله له
لفت انتباهه شاب يافع ,وسيم يلقي
درسا والتف حوله الناس من
كل حدب وصوب فسأل أحد الجالسين:
,من هذا الشاب,فأجابه دون أن ينظر إليه:
أسكت أسكت إنه فقيه
هذه المدينة وهو العالم العابد الناسك
وفوق ذلك هو القاضي العادل في حكمه علينا.
فأنصت الرجل إلى هذا الشاب الورع
وأعجب به إعجابا كبيرا.
ولما أنهى الدرس التف حوله حشد كبير من
الناس يستفتونه ويسترشدون برأيه فتذكر ذلك الرجل
ابنه الصغير وما هو مصره الآن؟
وأخذ يذرف دموعا حتى احمرَت عيناه ثم حمد الله
على كل حال وخرج من المسجد متجها إلي بيته ,فوجد
أن المدينة قد تغيرت معا لمها فتاه بعض الوقت
حتى سأل بعض الناس عن مكان
بيت فلان فأرشدوه إليه
فلما أتاه وجده لم يتغير.بيتا, قديما, رثا,باليا
فعرفه .
فطرق الباب ففٌتح عليه وهنا حلت المفاجأة. إذ بالشاب
العابد العلم يخرج إليه ويسأله بأدب واحترام :
من أنت يا عم وماذا تريد؟فأجابه الرجل بل من أنت ومن
الذي جاء بك إلى هنا فأجابه الشاب بكل أدب وسكينة ,
يا عم هذا بيتي.فجن الرجل
وعلا له صراخ حتى سمعه من في البيت
فخرجت إليه امرأة متسترة بلباس الحياء والعفة ولم تعرفه لكنه
عرفها .فقال لها أتزوجتي من بعدي ؟
فأجابه الشاب حسبك يا عم .
إن أردت الطعام أطعمناك وإن أردت مال كفيناك وإن
أردت جورا تركناك لله فهو حسبنا ومولاك.
فأجابه الرجل متعبا و الدموع تنهمر من عينيه :
ياكبير قومك :
سمعت درسك في المسجد فقلت في نفسي
الحمد لله الذي جعل في هذه المدينة نورا
يقتدي به أهلها وقاضيا يحكم بعدل الله
حتى أطاعه الكبير والصغير, الغني والفقير
فها أنا أشكوك فأنظر في أمري:
هذا بيتي تركته منذ زمن بعيد وهذه زوجتي قد نكرتني
وكان لي طفل صغير أجهل مصيره .
فتمعنت فيه المرأة جيدا فعرفته,ثم قالت:
أتركت لها مالا فأجابها
قائلا :هو قليل ولكن لم ينل الحرم منه قط
فقالت :لقد أثمر حلالك في ابنك, فقبلَ جبينها وخرَ ساجدا لله
شكرا فاندهش ذلك
الشاب العالم المعلم ولم يتمالك نفسه فجثا على ركبتاه وأخذ يعانق أباه ويقول:
وجبت على الجنة أن توضع تحت قدمي أمي
وأثاب الله أبتي الذي لم يضع لقمة حرام في فمي | |
|